فصل: 9- باب الترغيب في التصديق بما جاء عن الله عزّ وجل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


17- باب فضل من يؤمن بالغيب

2922- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَتَدْرُونَ أَيُّ أَهْلِ الإِيمَانِ أَفْضَلُ إِيمَانًا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْمَلائِكَةُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ ذَلِكَ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ، وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ، بَلْ غَيْرُهُمْ، فَقُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، الأَنْبِيَاءُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ لَهُمْ ذَلِكَ، بَلْ غَيْرُهُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ هُمْ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي هُمْ فِي أَصْلابِ الرِّجَالِ، فَيُؤْمِنُونَ بِي، وَلَمْ يَرَوْنِي، وَيَجِدُونَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ، فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ، فَهَؤُلاءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الإِيمَانِ إِيمَانًا‏.‏

مُحَمَّدٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، سَيِّئُ الْحِفْظِ‏.‏

2922- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا، فَقَالَ‏:‏ أَنْبِئُونِي بِأَفْضَلِ أَهْلِ الإِيمَانِ إِيمَانًا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْمَلائِكَةُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ، وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا، بَلْ غَيْرُهُمْ، قَالُوا‏:‏ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَالنُّبُوَّةِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الأَنْبِيَاءِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالشَّهَادَةِ مَعَ الأَنْبِيَاءِ، بَلْ غَيْرُهُمْ، قَالُوا‏:‏ فَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَقْوَامٌ فِي أَصْلابِ الرِّجَالِ‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

2922- حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، بِهِ‏.‏

2923- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال‏:‏ كنت جالسًا عند عبد الله رضي الله عنه، فذكروا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما سبق لهم من الفضل، قال‏:‏ إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم كان بينًا لمن رآه، والذي لا إله غيره، ما من أحد أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ ‏{‏ألم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏}‏، إلى‏:‏ ‏{‏الْمُفْلِحُونَ‏}‏‏.‏ ‏[‏البقرة1-5‏]‏‏.‏

18- باب كثرة أهل الإسلام

2924- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ جَابِرٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا، وَإِخْوَةً، فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْلِمُوا، فَآتِيكَ بِهِمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنْ هُمْ أَسْلَمُوا، فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا، فَالإِسْلامُ وَاسِعٌ عَرِيضٌ‏.‏

19- باب تفسير الكبائر

2925- قَالَ أَبُو بَكْرِ‏:‏ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ إِلَيْهِ النَّاسُ رُؤُوسَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ‏.‏

2926- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَمْ أَسْمَعْهُ، وَأُخْبِرْتُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ يَقُولُهُ‏.‏

2927- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِذَا رَأَيْتُمُ الزَّانِيَ، وَشَارِبَ الْخَمْرِ مَا تَقُولُونَ فِيهِمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ هُنَّ فَوَاحِشَ، وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏}‏، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ‏}‏، قَالَ‏:‏ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئًا فَاحْتَفَزَ، وَقَالَ‏:‏ أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ‏.‏

2928- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كُفْرٌ بِاللَّهِ مَنْ نُسِبَ إِلَى نَسَبٍ لا يُعْرَفُ، وَكُفْرٌ بِاللَّهِ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ، وَإِنْ دَقَّ‏.‏

2929- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَمْسٌ‏:‏ مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، وَمَنَّانٌ، وَكَاهِنٌ‏.‏

2930- حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ غَشَّ امْرَأً فِي أَهْلِهِ، أَوْ خَادِمِهِ، فَلَيْسَ مِنَّا‏.‏

2931- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أبو الربيع، حدَّثنا حماد، عن يحيى بن عتيق وهشام، عن محمد بن سيرين، سئل ابن عباس رضي الله عنهما، عن الكبائر، قال‏:‏ كل ما نهى الله عنه في القرآن فهو كبيرة وقد ذكر النظرة‏.‏

2932- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْبُدُ اللَّهَ، لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ، إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ قِيلَ‏:‏ وَمَا الْكَبَائِرُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَقَتْلُ النَّفْسِ‏.‏

صَحِيحٌ‏.‏

20- باب‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

2933- قَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الأَرْضِ لِيُذِلَّهُ، أَذَلَّ اللَّهُ رَقَبَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مَا ذُخِرَ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ، وَسُلْطَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

21- باب البيان بأن أصل الأشياء على الإباحة

2934- قَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ‏.‏

2934- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ فَرَائِضَ، فَلا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا، فَلا تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ، فَلا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ رَحْمَةً لَكُمْ، فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا‏.‏

رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ‏.‏

2935- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ، فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ، وَلا تَسْأَلْ، وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلا تَسْأَلْ‏.‏

22- باب أصول الدين

2936- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُلْوَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ ثَلاثٌ مِنْ أَصْلِ الدِّينِ‏:‏ تُجَمِّعُ وَرَاءَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَيُصَلِّي عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَتُجَاهِدُ فِي خِلافَةِ مَنْ كَانَ، لَكَ أَجْرُكَ‏.‏

2937- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ‏.‏

2937- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ خَالَفَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ عَطَاءٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ صُهَيْبٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ‏.‏

2938- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّ رَجُلا قَالَ لأَخِيهِ‏:‏ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ بَلْ لَكَ لا يَغْفِرُ اللَّهُ‏.‏

صَحِيحٌ‏.‏

2939- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ وَطِئَ رَجُلٌ عَلَى عُنُقِ رَجُلٍ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ‏:‏ أَوَطِئْتَ عَلَى عُنُقِي، وَأَنَا سَاجِدٌ‏؟‏ وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، فَقَالَ‏:‏ تَأَلَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَغَفَرَ لَهُ‏.‏

23- باب الملة ملة محمد صلى الله عليه وسلم

2940- قال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال‏:‏ إن معاوية قال لابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ أعلى ملة ابن أبي طالب أنت‏؟‏ قال لا، ولا ملة ابن عفان، قال‏:‏ معاوية فعلى أي ملة أنت‏؟‏ قال‏:‏ على ملة محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

24- باب البيان بأن العمل من الإيمان

2941- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَالْمُلائِيُّ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ، فَقَرَأَ‏:‏ ‏{‏لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ‏}‏، فَقَالَ الرَّجُلُ عَنِ الْبِرِّ سَأَلْتُكَ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنِ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ لِي، فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَرْضَى، قَالَ لَهُ‏:‏ ادْنُ، فَدَنَا، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا عَمِلَ الْحَسَنَةَ سَرَّتْهُ، وَرَجَا ثَوَابَهَا، وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً سَاءَتْهُ، وَخَافَ عِقَابَهَا‏.‏

هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَلَهُ طَرِيقٌ أَصَحُّ مِنْهُ فِي التَّفْسِيرِ‏.‏

25- باب الاعتبار بالخاتمة

2942- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَيُونُسَ، وَحُمَيْدٍ، في آخرين، عَنِ الْحَسَنِ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لا عَلَيْكُمْ أَنْ لا تَعْجَلُوا بِأَحَدٍ مِنْكُمْ، حَتَّى تَنْظُرُوا مَاذَا يُخْتَمُ بِهِ عَمَلُهُ‏؟‏ وَكَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَحْسَنَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وَاجْعَلْ ثَوَابَهَا الْجَنَّةَ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا مَا يَلِي آجَالَنَا، وَاجْعَلْ خَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ لِقَاكَ‏.‏

26- باب القدر

تقدمت أحاديثه في التحذير من البدع‏.‏

2943- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ نَسَمَةً، قَالَ مَلَكُ الأَرْحَامِ مُعْرِضًا‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقْضِيَ اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ‏؟‏ فَيَقْضِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ، ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لاقٍ، حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكُبُهَا‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمَّا خُلِقَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ، قَالَ مَلَكُ الأَرْحَامِ‏:‏ أَيْ رَبِّ، مَا أَكْتُبُ‏؟‏ فَيَقْضِيَ اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى‏؟‏ فَيَقْضِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ الْحَدِيثَ وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ يَعْنِي عَنْ سَالِمٍ‏.‏

2944- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ، سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

2945- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ كَانَ بَدْءُ هَلاكِ الأُمَمِ مِنْ قِبَلِ الْقَدَرِ، وَإِنَّكُمْ تُبْتَلُونَ، أَوْ سَتُبْتَلَوْنَ أَيُّهَا الأُمَّةُ بِهِمْ، فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ، أَوْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ، فَسَلُوهُمْ، أَوْ تَكُونُوا أَنْتُمُ السَّائِلِينَ، وَلا تُمَكِّنُوهُمْ مِنَ الْمَسْأَلَةِ‏.‏

2946- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ، أَوْ خَاصَمَ فِيهِ، فَقَدْ جَحَدَ بِمَا جِئْتُ بِهِ، وَكَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم‏.‏

2947- حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ، ومطر الوراق، كلهم، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَابِ الْبَيْتِ وَهُوَ يُرِيدُ الْحُجْرَةَ، فَسَمِعَ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ فِي الْقَدَرِ، وَهُمْ يَقُولُونَ‏:‏ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ آيَةَ كَذَا وَكَذَا‏؟‏ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ كَذَا وَكَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَفَتَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَابَ الْحُجْرَةِ، وَكَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ فَقَالَ‏:‏ أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ‏؟‏ أَمْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ‏؟‏ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ هَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِأَمْرٍ فَاتَّبِعُوهُ، وَنَهَاكُمْ فَانْتَهُوا، قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ، يَعْنِي‏:‏ فِيهِ، حَتَّى جَاءَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ، فَقَتَلَهُ‏.‏

2948- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ النَّصِيبِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ الْقَدَرَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ‏؟‏ قَدْ أَخَذْتُمْ فِي وَادِيَيْنِ لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَهُمَا، وَبِهِمَا هَلَكَتِ الْقُرُونُ قَبْلَكُمْ، إِيَّاكُمْ وَإِيَّاكُمْ‏.‏

2949- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةً، فَقَالَ‏:‏ لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً، فَقَالَ‏:‏ لِلنَّارِ وَلا أُبَالِي‏.‏

2949- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْعَبْدِيُّ، بِهِ‏.‏

2950- حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي تَكْذِيبًا بِالْقَدَرِ، وَتَصْدِيقًا بِالنُّجُومِ‏.‏

2951- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ أَبُو الْعَلاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ، رَفَعَهُ هَلاكُ أُمَّتِي فِي ثَلاثٍ‏:‏ الْقَدَرِيَّةِ، وَالْعَصَبِيَّةِ، وَالرِّوَايَةِ مِنْ غَيْرِ ثَبْتٍ‏.‏

2952- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ كُلَّ شَيْءٍ‏.‏

2953- حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لا يَزَالُ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ آمِنِينَ، حَتَّى تَرُدُّوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ كُفَّارًا حِمًا، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فِي النَّارِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اسْكُتُوا عَنِّي مَا سَكَتُّ عَنْكُمْ، فَلَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَلَئِكُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى تَعْرِفُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَلَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ‏.‏

لَيْثٌ ضَعِيفٌ‏.‏

2954- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَا كَانَ أَصْلُ زَنْدَقَةٍ قَطُّ، إِلا كَانَ بَدْءَهَا تَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ‏.‏

2955- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الطَّيْرُ يَجْرِي بِقَدَرٍ، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ‏.‏

2956- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا أَبُو قَحْدَمٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ وَزَادَ‏:‏ وَإِذَا ذُكِرَ الأَنْوَاءُ فَأَمْسِكُوا‏.‏

2957- حدَّثنا داود، حدَّثنا صالح المُرِّي، عن الحسن رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله، وزاد‏:‏ وإذا ذكر الأنواء فأمسكوا‏.‏

2958- وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أُخْتِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ‏:‏ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ رِجَالا يَقُولُونَ‏:‏ قَدَّرَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلا الشَّرَّ، قَالَ‏:‏ فَوَاللَّهِ، مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ غَضَبًا قَطُّ مِثْلَ غَضَبِهِ يَوْمَئِذٍ، حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ، ثُمّ قَالَ‏:‏ فَعَلُوهَا‏؟‏ وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا، كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ وَمَا ذَاكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَدْ سَكَنَ غَضَبُهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقَدَرِ، وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، كَمَا كَفَرَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُونَ كَيْفَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَقُولُونَ‏:‏ الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ، وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ، قَالَ‏:‏ وَهُمْ يَقْرَأُونَ عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بَعْدَ الإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ، فَمَاذَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ، وَالْبَغْضَاءِ، وَالْجِدَالِ، أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ السُّلْطَانِ، فَيَا لَهُ مِنْ ظُلْمٍ، وَحَيْفٍ، وَأَثَرَةٍ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ طَاعُونًا، فَيَفْنَى عَامَّتُهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ وَالْخَسْفُ، وَقَلِيلٌ مَنْ يَنْجُو مِنْهُمْ، الْكُلُّ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ، شَدِيدٌ غَمُّهُ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ يَمْسَخُ اللَّهُ عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، فَقِيلَ‏:‏ مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رَحْمَةً لَهُمُ الأَشْقِيَاءِ، لأَنَّ فِيهِمُ الْمُجْتَهِدُ، وَفِيهِمُ الْمُتَعَبِّدُ، مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ، وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ هَلَكَ، فَقِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَتَعْلَمَ أَنَّهُ لا يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضَرًّا وَلا نَفْعًا، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُمَا قَبْلَ الْخَلْقِ، ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ‏.‏

2958- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ‏.‏

2959- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، أنه سمع رجلاً يقول‏:‏ الشر ليس بقدر، فقال ابن عباس‏:‏ بيننا وبين أهل القدر‏:‏ ‏{‏سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا‏}‏، حتى بلغ‏:‏ ‏{‏فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ والعجز والكيس من القدر‏.‏ قال طاووس‏:‏ والمتكلمان من القدرية يقولان بغير علم فاجتنبوا الكلام في القدر‏.‏ قال‏:‏ ولقي إبليس عيسى بن مريم فقال‏:‏ أليس قد علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر عليك، فاوف بذروة الجبل فترد منه، فانظر أتعيش أم لا‏؟‏ فقال عيسى‏:‏ إن الله يقول‏:‏ إن العبد لا ينبغي له أن يجربني، وما شئت فعلت‏.‏ قال معمر‏:‏ وقال الزهري‏:‏ لقي إبليس عيسى بن مريم فذكر مثله، وقال‏:‏ قال عيسى له‏:‏ إن العبد لا يبتلي ربه، ولكن الله يبتلي عبده فخصمه‏.‏

2960- وَقَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلا قَدِمَ مَكَّةَ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ‏:‏ أَرُونِيهِ آخُذُ بِرَأْسِهِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدِي لأَدُقَّنَّهَا، وَلَئِنْ وَقَعَ أَنْفُهُ فِي يَدِي لأَعَضَّنَّهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ كَأَنِّي بِنِسَاءِ بَنِي فَهْمٍ يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ، تَصْطَكُّ إِلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ، وَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الإِسْلامِ، وَاللَّهِ لا يَنْتَهِي بِهِمْ سُوءُهُمْ، حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ، كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَّ قَالَ بَقِيَّةُ‏:‏ فَلَقِيتُ الْعَلاءَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَنِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

2961- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْكُتُبِ‏:‏ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا، قَدَّرْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ‏.‏

2962- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلا قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَبْتَدِأُ الأَعْمَالَ أَمْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفَّيْهِ قَالَ‏:‏ هَؤُلاءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلاءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ‏.‏

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ‏.‏

2963- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ، رَفَعَهُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَإِنْ صَامُوا وَصَلُّوا يَعْنِي‏:‏ الْقَدَرِيَّةَ‏.‏

2964- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو‏:‏ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ‏.‏

رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلا أَنَّ ابْنَ أَبِي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ بِلالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

2965- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي وَاصِلٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُعَائِهِ‏:‏ يَا وَلِيَّ الإِسْلامِ وَأَهْلَهُ، سَكِّنِّي بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ بِهِ‏.‏

2966- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، وَقَضَى الْقَضِيَّةَ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَخَذَ أَهْلَ الْيَمِينِ بِيَمِينِهِ وَأَهْلَ الشِّمَالِ بِيَدِهِ الأُخْرَى، وَكِلْتَا يَدَيِ الرَّحْمَنِ يَمِينٌ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فَقَالُوا‏:‏ لَبَّيْكَ رَبَّنَا، وَسَعْدَيْكَ، قَالَ‏:‏ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَصْحَابَ الشِّمَالِ، فَقَالُوا‏:‏ لَبَّيْكَ رَبَّنَا، وَسَعْدَيْكَ، قَالَ‏:‏ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، فَخَلَطَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ‏:‏ رَبَّنَا لِمَ خَلَطْتَ بَيْنَنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ، ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، وَقَضَى الْقَضِيَّةَ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا، وَأَهْلُ النَّارِ أَهْلُهَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ قَائِلٌ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا الأَعْمَالُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَنْزِلَتِهِمْ قَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّا نَجْتَهِدُ، وَقَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الأَعْمَالِ، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ الأَعْمَالَ، أَهُوَ شَيْءٌ يُؤْتَنَفُ، أَمْ فُرِغَ مِنْهُ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بَلْ فُرِغَ مِنْهُ‏.‏

2966- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنَفِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا، وَأَهْلُ النَّارِ أَهْلُهَا‏.‏

2967- قَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، رِوَايَةً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَخَلَقَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَخَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمَا، فَقَالَ‏:‏ هَؤُلاءِ لِهَذِهِ، وَلا أُبَالِي، وَهَؤُلاءِ لِهَذِهِ، وَلا أُبَالِي، وَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ، وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ طُوِيَ الْكِتَابُ، وَرُفِعَ‏.‏

مُرْسَلٌ‏.‏

2968- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ، رَفَعَهُ كَفَى بِالْمَرْءِ سَعَادَةً أَنْ يُوَفَّقَ فِي دِينِهِ‏.‏

2969- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ فَيَكْمُلُ إِيمَانُهُ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ، وَشَرِّهِ، وَمُرِّهِ، وَحُلْوِهِ، وَضَرِّهِ، وَنَفْعِهِ‏.‏

هَذَا مُرْسَلٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمِيدٍ ضَعِيفٌ‏.‏

2970- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، فَأَهْلَكْتَنَا، وَأَغْوَيْتَنَا، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلِمَاتِهِ وَرِسَالَتِهِ، وَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ‏؟‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى‏.‏

2970- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا، إِلا أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ‏؟‏ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى‏.‏

2970- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَقِيَ آدَمُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَ مُوسَى‏:‏ يَا آدَمُ فَذَكَرَهُ، فَزَادَ فِيهِ‏:‏ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَلَمْ يَقُلْ‏:‏ فَأَهْلَكْتَنَا، وَأَغْوَيْتَنَا، قَالَ‏:‏ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَزَادَ‏:‏ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ، فَبِكَمْ تَجِدُ الذَّنْبَ الَّذِي عَمِلْتُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِأَرْبَعِينَ عَامًا وَالْبَاقِي نَحْوَهُ‏.‏

وحديث جرير في العزل سبق في النكاح وفي أمهات الأولاد‏.‏

2971- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَشْرَسَ يُحَدِّثُ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَرْجٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ، وَشَرِّهِ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ‏.‏

27- باب الأطفال

2972- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حماد، عن سعيد بن أبي صدقة قال‏:‏ قلت لمحمد بن سيرين هذا الحديث‏:‏ كل مولد يولد على الفطرة من قاله‏؟‏ قال‏:‏ قاله من كان يعلمه‏.‏

2973- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ‏.‏

28- باب افتراق الأمة

2974- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ بِدِمَشْقَ، فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِ الْحَرُورِيَّةِ، فَنُصِبَتْ، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ يُهْرِيقُ عَبْرَتَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الإِسْلامِ‏؟‏ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَبَا غَالِبٍ، إِنَّكَ بِبَلَدٍ أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ، وَمُهَوِّلاتُهُ كَثِيرٌ، قُلْتُ‏:‏ أَجَلْ، قَالَ‏:‏ أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ، قُلْتُ‏:‏ وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ تَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ اقْرَأْ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ، قَالَ‏:‏ كَانَ هَؤُلاءِ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، فَزِيغَ بِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ‏:‏ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ، قُلْتُ‏:‏ أَهُمْ هَؤُلاءِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا السَّوَادَ الأَعْظَمَ، فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي‏:‏ يَا أَبَا أُمَامَةَ، أَمَا تَرَى السَّوَادَ الأَعْظَمَ مَا يَصْنَعُونَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا، السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ، يَقْضُونَ لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثْتُ بِهِ، شَيْئًا أَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنِّي إِذًا لَجَرِئٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، حَتَّى قَالُوا‏:‏ سَبْعًا‏.‏

2974- وَحدثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ فِي الْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَجِيءَ بِرُؤُوسِ الْخَوَارِجِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَحْمَدُ، باختصار‏.‏

2975- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ حَدَّثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الأُمَمِ، قَالَ‏:‏ تَفَرَّقَتْ أُمَّةُ مُوسَى عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، سَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَفَرَّقَتْ أُمَّةُ عِيسَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَعْلُو أُمَّتِي عَلَى الْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعًا بِمِلَّةٍ‏:‏ اثْنَتَانِ وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، قَالُوا‏:‏ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْجَمَاعَةُ قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ‏:‏ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذَا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلا مَعَهُ قُرْآنًا‏:‏ ‏{‏وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ‏}‏، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّةَ عِيسَى، فَقَالَ‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا، وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ‏}‏، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّتَنَا‏:‏ ‏{‏وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ‏}‏‏.‏

2976- حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ فِي أُمَّتِي لَنَيِّفًا وَسَبْعِينَ دَاعِيًا، كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى النَّارِ، لَوْ أَشَاءُ لأَنْبَأْتُكُمْ بِآبَائِهِمْ، وَقَبَائِلِهِمْ‏.‏

29- باب التحذير من البدع

2977- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ‏:‏ الْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ قُلْتُ‏:‏ فِيهِ انْقِطَاعٌ‏.‏

2978- أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي لَيْلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لا يَرِدُونَ عَلَى الْحَوْضِ‏:‏ الْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ‏.‏

2979- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏:‏ لِيَقُمْ خُصَمَاءُ اللَّهِ، وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ‏.‏

2979- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، بِهَذَا‏.‏

2980- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ فِيهِمُ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، سَرَّحَهُمْ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَتَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ‏؟‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَذَّرَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَالِمَ اللِّسَانِ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، وَأَرْجُو أَنْ لا تَكُونَ مِنْهُمْ، فَأَفْرِغْ مِنْ ضَيْعَتِكَ، وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ قَالَ حَمَّادٌ‏:‏ وَقَالَ مَيْمُونُ الْكُرْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَحْوَهُ قُلْتُ‏:‏ حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ‏.‏

2981- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْقَصْدُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الاجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ‏.‏

2982- حدَّثنا عبد المؤمن أبو عبيدة، حدثني مهدي بن أبي مهدي، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال‏:‏ ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن‏.‏

2983- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا هشام بن سليمان، حدَّثنا أبو رافع، عن صالح بن جبير، قال‏:‏ وقف ابن مسعود رضي الله عنه على قوم يقصّ بعضهم على بعض، فقال‏:‏ والله لقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علنًا، ولقد ابتدعتم بدعة ظلمًا، اتبعوا ولا تبتدعوا، والله لئن اتبعتم لقد سبقتم سبقًا بينًا، ولئن ابتدعتم لقد ظلمتم ظلمًا بعيدًا، أو قال‏:‏ ضللتم ضلالاً بعيدًا‏.‏ الشك من ابن أبي عمر‏.‏

2984- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ‏:‏ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ قَائِلٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّمَا هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَعْهَدُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَتَلْزَمُوا سُنَّتِي، وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةَ الْمَهْدِيَّةَ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ‏.‏

2984- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، بِهِ‏.‏

2985- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَمَعَ النَّاسَ لِقُدُومِ الْوَفْدِ، فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ‏:‏ انْظُرْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَأْذَنْ لَهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ الْقَرْنَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، فَدَخَلُوا فَصَفُّوا قُدَّامَهُ، فَنَظَرُوا فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةُ بُرُودٍ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِيهِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ إِيهٍ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أُفٍّ، قُمْ، فَقَامَ، فَنَظَرَ، فَإِذَا الأَشْعَرِيُّ رَجُلٌ خَفِيفُ الْجِسْمِ، قَصِيرٌ ثَبْطٌ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِيهٍ، فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ‏:‏ إِيهٍ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِيهٍ، فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَلْ وَافْتَحْ حَدِيثًا فَنُحَدِّثْكَ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أُفٍّ، قُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَنْفَعَكَ رَاعِي ضَأْنٍ، فَنَظَرَ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ الْجِسْمِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِيهٍ، فَوَثَبَ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَهُ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّكَ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَهْلِ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ خَاصَّةً، فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ، وَمَسْئُولٌ عَمَّا اسْتَرْعَيْتَ، وَأَنْتَ أَمِينٌ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُؤَدِّيَ مَا عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانَةِ، فَتُعْطَى أَجْرَكَ عَلَى قَدرِ عَمَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ مَا صَدَقَنِي رَجُلٌ مُنْذُ اسْتُخْلِفْتُ غَيْرُكَ، مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ، فَقَالَ‏:‏ أَخُو الْمُهَاجِرِ بْنُ زِيَادٍ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَجَهَّزَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ الأَشْعَرِيَّ، ثُمّ قَالَ‏:‏ انْظُرْ رَبِيعَ بْنَ زِيَادٍ، فَإِنْ يَكُ صَادِقًا فِيمَا قَالَ، فَإِنَّ عِنْدَهُ عَوْنًا عَلَى هَذَا الأَمْرِ فَاسْتَعْمِلْهُ، ثُمَّ لا يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ عَشْرٌ إِلا تَعَاهَدْتَ مِنْهُ عَمَلَهُ وَكَتَبْتَ إِلَيَّ بِسِيرَتِهِ فِي عَمَلِهِ، حَتَّى كَأَنِّي أَنَا الَّذِي اسْتَعْمَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ‏:‏ عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُنَافِقٌ عَالِمُ اللِّسَانِ‏.‏

وفي باب كراهية التنطع من كتاب الزهد أحاديث من هذا، وكذا باب التحذير من الفتنة في كتاب الفتن‏.‏‏.‏‏.‏

2986- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ، إِنَّهُ سَيَكُونُ نَاسٌ يُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا‏.‏

2987- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُؤْمِنًا مُوقِنًا، وَلا كَافِرًا مُعْلِنًا، أَمَّا الْمُؤْمِنُ الْمُوقِنُ فَيَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ الْمُعْلِنُ فَبِكُفْرِهِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عَالِمًا لِسَانُهُ، جَاهِلا قَلْبُهُ، يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ‏.‏

2987- أنا غَسَّانُ الْكُوفِيُّ أَبُو بِشْرٍ الأَسَدِيُّ، وَكَانَ جَلِيسَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فِي حَلْقَةٍ‏:‏ أَيُّكُمْ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا‏؟‏ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏:‏ أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لَسْتُ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِنًا، وَلا كَافِرًا، أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَمْنَعُهُ كُفْرُهُ، وَلَكِنَّ رَجُلا بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذَا ذَلِقَ بِهِ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ مَا تَعْلَمُونَ، وَعَمِلَ مَا تُنْكِرُونَ فَضَلَّ، وَأَضَلَّ قُلْتُ‏:‏ أَظُنُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيَّ الْمَذْكُورَ فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى هُوَ إِسْحَاقُ الْمَذْكُورُ فِي الثَّانِيَةِ، وَإِنَّمَا دَلَّسَهُ بَقِيَّةُ لِضَعْفِهِ‏.‏

2988- أنا جَرِيرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ أَحْدَثَ فِي الإِسْلامِ حَدَثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، فَقِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الْحَدَثُ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، أَوْ أَمْثَلَ مَثُلَةً بِغَيْرِ قَوَدٍ، أَوِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَيْرِ سُنَّةٍ قَالَ‏:‏ وَالْعَدْلُ‏:‏ الْفِدْيَةُ، وَالصَّرْفُ‏:‏ التَّوْبَةُ‏.‏

إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لَكِنَّهُ مُرْسَلٌ، أَوْ مُعْضَلٌ‏.‏

2989- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو معاوية، عن رجل، عن طاوس، قال‏:‏ إن قتادة جاء إليه ليجلس فقال له‏:‏ إن جلست قمت، فقالوا‏:‏ يا أبا محمد إنه فقيه، قال‏:‏ إبليس أفقه منه إذ قال‏:‏ ‏{‏رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 39‏]‏ قلت‏:‏ يشير بذلك إلى ما رمي به قتادة من القدر‏.‏

2990- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ هُوَ ابْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْخُصَيْبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا مِنْ شَيْءٍ يُعْبَدُ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ‏.‏

2991- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ، عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا نَافِعُ، أَدْنِنِي مِنْ سَبِيلِ الْحَاجِ، قَالَ‏:‏ وَذَلِكَ بَعْدَمَا ضَعُفَ بَصَرُهُ، فَفَعَلَ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَحَامِلِ، فَقَالَ‏:‏ رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا أَنْعَمَكُمْ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْجَوَالِيقِ السُّودِ عَلَيْهَا الرِّجَالُ، فَقَالَ‏:‏ أَنْتُمُ الْحُجَّاجُ لَعَلِّي لا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَاسْمَعُوا مِنِّي حَدِيثًا أُحَدِّثُكُمُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَهْلُ قِبْلَتِنَا مُؤْمِنُونَ لا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الإِيمَانِ إِلا الْبَابُ الذَّيِ دَخَلُوا فِيهِ مِنْهُ‏.‏

30- باب الزجر عن مقعد الخوارج والمارقين

2992- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ وَيُكُذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتَحَشُوا‏.‏

2992- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، نَحْوَهُ وَزَادَ‏:‏ وَيُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّجَّالَ، وَلا طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلا عَذَابَ الْقَبْرِ‏.‏

2992- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ مِثْلَ الأَوَّلِ إِلا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَعَذَابَ الْقَبْرِ‏.‏

وحديث أبي أمامة رضي الله عنه في ذلك مر في افتراق الأمم‏.‏

2993- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا فِيهِ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُهُ‏؟‏ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا، فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي قَدْ خَطَّ عَلَى نَفْسِهِ خُطَّةً، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ لَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُهُ‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا، فَذَهَبَ فَرَآهُ فِي خُطَّتِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فَرَجَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُهُ‏؟‏ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْتَ وَلا أَرَاكَ تُدْرِكُهُ، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدْ ذَهَبَ‏.‏

2993- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، بِهَذَا‏.‏

2994- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ ذُكِرَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَهُ نِكَايَةٌ فِي الْعَدُوِّ وَاجْتِهَادٌ، فَقَالَ‏:‏ لا أَعْرِفُ هَذَا، قَالُوا‏:‏ بَلَى، نَعْتُهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ لا أَعْرِفُهُ، فَبَيْنَا نَحُنُ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ، فَقَالُوا‏:‏ هُوَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ هَذَا، هَذَا هُوَ أَوَّلُ قَرْنٍ رَأَيْتُهُ فِي أُمَّتِي إِنَّ فِيهِ لَسُفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ سَلَّمَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلامَ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ حَدَّثَتْ نَفْسُكَ حِينَ طَلَعْتَ عَلَيْنَا أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَفْضَلَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ‏:‏ قُمْ فَاقْتُلْهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفْسِهِ‏:‏ إِنَّ لِلصَّلاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، وَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَقَتَلْتَهُ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لا، رَأَيْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي، وَرَأَيْتُ لِلصَّلاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْتُلَهُ قَتَلْتُهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَسْتَ بِصَاحِبِهِ، اذْهَبْ يَا عُمَرُ فَاقْتُلْهُ، فَدَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ فَانْتَظَرَهُ طَوِيلا، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَفْسِهِ‏:‏ إِنَّ لِلسُّجُودِ حَقًّا، فَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِ اسْتَأْمَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَقَتَلْتَهُ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لا، رَأَيْتُهُ سَاجِدًا، وَرَأَيْتُ لِلسُّجُودِ حَقًّا، وَإِنْ شِئْتَ أَقْتُلُهُ قَتَلْتُهُ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَسْتَ بِصَاحِبِهِ، قُمْ يَا عَلِيُّ، أَنْتَ صَاحِبُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَوَصَلَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَقَتَلْتَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ قُتِلَ مَا اخْتَلَفَ رَجُلانِ مِنْ أُمَّتِي حَتَّى الدَّجَّالِ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيهِ ضَعْفٌ وَلَهُ طَرِيقٌ أَخْرَى أَخْرَجَهَا الْبَزَّارُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنَّا عَنِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ السَّمْتِ، ذَكَرُوا مِنَ أَمْرِهِ أَمْرًا حَسَنًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي أَرَى عَلَى وَجْهِهِ سُفْعَةً مِنَ النَّارِ، فَلَمَّا انْتَهَى فَسَلَّمَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بِاللَّهِ، أَظُنُّهُ قَالَ‏:‏ هَلْ قُلْتَ فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَفْضَلَ الْقَوْمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَلَمَّا ذَهَبَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُ قَدْ طَلَعَ قَرْنُ هَذَا وَأَصْحَابُهُ مِنْهُمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَفَلا أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بَلَى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ بِاخْتِصَارٍ وَآخِرُهُ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَجِدْهُ، وَذَكَرَ مَا بَعْدَهُ قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ تَفَرَّدَ بِهِ شَرِيكٌ، قُلْتُ‏:‏ قَدْ خُولِفَ فِيهِ كَمَا تَقَدَّمَ، فَقِيلَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ شَرِيكٍ كَمَا تَرَى بِإِسْنَادٍ آخَرَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ‏.‏

31- باب الرفض

2995- قَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ الثَّعَلَبِيُّ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ، يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ، وَيَلْفِظُونَهُ، قَاتِلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ‏.‏

2995- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، بِهَذَا‏.‏

2996- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْهَاشِمِيِّ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الإِسْلامَ، ثُمَّ يَرْفُضُونَهُ، لَهُمْ نَبَزٌ، يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُمْ مُشْرِكُونَ‏.‏

32- باب تكفير أهل القبلة

حديث ابن عمر رضي الله عنهما في باب الخوارج إن شاء الله يأتي‏.‏

2997- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدَّثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب- يعني ابن منبه-، قال‏:‏ قال‏:‏ سألت جابرًا رضي الله عنه هل في المصلين من طواغيت‏؟‏ قال‏:‏ لا، وسألته هل فيهم مشرك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏

2998- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا ابن نمير، ثنا أبي، حدَّثنا الأعمش، عن أبي سفيان،‏.‏

سألت جابرًا رضي الله عنه، وهو مجاور بمكة، وكان نازلاً في بني فهر، فسأله رجل هل كنتم تدعون أحدًا من أهل القبلة مشركًا‏؟‏ فقال‏:‏ معاذ الله، وفزع لذلك، قلت‏:‏ هل كنتم تدعون أحدًا منهم كافرًا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏

2999- حدَّثنا أبو خيثمة، حدَّثنا عمر بن يونس، حدَّثنا عِكْرِمة، حدَّثنا يزيد الرَّقَاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال‏:‏ قلت له‏:‏ يا أبا حمزة إن أناسًا يشهدون علينا بالكفر والشرك، قال أنس رضي الله عنه‏:‏ أولئك شر الخلق والخليقة‏.‏

3000- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي، الَّذِينَ يَقُولُونَ‏:‏ فُلانٌ فِي الْجَنَّةِ، فُلانٌ فِي النَّارِ‏.‏

3000- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، بِهِ‏.‏

3001- حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ مَنْ تَأَلَّى عَلَى عَبْدِي، أَدْخَلْتُ عَبْدِيَ الْجَنَّةَ، وَأَدْخَلْتُهُ النَّارَ‏.‏

33- باب الوسوسة

3002- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَمْروُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لَيَعْتَرِضُ فِي صَدْرِي الشَّيْءُ وَوَدِدْتُ أَنْ أَكُونَ حُمَمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَدْ يَئَّسَ الشَّيْطَانَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ قُلْتُ‏:‏ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ذَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلا، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ بَعْضَهُ، وَزَادَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ وَالأَوَّلُ مُنْقَطِعٌ‏.‏

3003- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلا قَالَ لِعَائِشَةَ‏:‏ إِنَّ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ، لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ، وَلَوْ ظَهَرَ عَلَيْهِ لَقُتِلَ، قَالَ‏:‏ فَكَبَّرَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَتْ‏:‏ سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا يُخْتَبَرُ الْمُؤْمِنُ‏.‏

3004- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ هُوَ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلا قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فِي صَدْرِي شَيْئًا، لَوْ أَبْدَيْتُهُ لَهَلَكْتُ، أَفَهَالِكٌ أَنَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا، إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَكَلَّمْ، أَوْ تَعْمَلْ‏.‏

34- باب كراهية التزكية

3005- قال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو قَطَن، حدَّثنا شُعبة، عن سَلمة بن كُهَيل، عن إبراهيم، عن علقمة، قال‏:‏ قال رجل عند عبد الله‏:‏ إني مؤمن، فقال له عبد الله‏:‏ فقل إني في الجنة، فقال‏:‏ آمنت بالله، وملائكته وكتبه ورسله‏.‏

3006- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن داود، عن موسى بن عُبيدة، عن طلحة بن عُبيد الله بن كَرِيز قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه، ومن قال‏:‏ أَخْبَرَنَا عالم فهو جاهل، ومن قال‏:‏ إني في الجنة فهو في النار‏.‏

3007- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ، قَالَ‏:‏ فَنَازَعَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ إِنْ تَذْهَبُوا بِالسُّلْطَانِ، فَإِنَّ لَنَا الْجَنَّةَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ، فَهُوَ فِي النَّارِ‏.‏

3008- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَارِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَيْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يَتِمُّ إِيمَانُ الْمَرْءِ، حَتَّى يَسْتَثْنِيَ فِي كُلِّ حَدِيثِهِ، أَوْ قَالَ‏:‏ فِي كَلامِهِ‏.‏

35- باب تكذيب من يؤمن بالرجعة في الدنيا

3009- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، حدَّثنا زهير بن معاوية، حدثني أبو إسحاق، عن عمرو بن الأصم، قال‏:‏ قلت للحسن بن علي رضي الله عنهما‏:‏ إنَّ هذه الشيعة تزعم أنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه مبعوث، فقال‏:‏ كذبوا ما أولئك بشيعة، لو كان مبعوثًا ما زوّجنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه‏.‏

36- باب العفو عما دون الشرك

3010- قَالَ أَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ، جميعا‏:‏ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَمَلٍ ثَوَابًا، فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، وَمَنْ وَعَدَهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا، فَهُوَ فِيهِ بِالْخِيَارِ قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ سُهَيْلٌ لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ‏.‏

37- باب عظمة الله وصفاته

3011- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبَان حدثني أبي، عن عِكْرِمة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ‏}‏ قال‏:‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ لم يستطع أن يقول من فوقهم، علم أن الله عز وجل فوقهم‏.‏

3012- أخبرنا بشر بن عمر الزهراني قال‏:‏ سمعت غير واحد من المفسرين يقول‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 5‏]‏ ارتفع‏.‏

3013- أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الصُّورَ أَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ، شَاخِصٌ إِلَى الْعَرْشِ، يَنْتَظِرُ حَتَّى يُؤْمَرَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ فِيهِ‏:‏ ثُمَّ يَضَعُ اللَّهُ تَعَالَى عَرْشَهُ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الأَرْضِ وَيَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، وَهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ‏:‏ أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الأَرْضِ السُّفْلَى، وَالأَرْضُونَ وَالسَّمَاوَاتُ عَلَى عَجُزِهِمْ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ، لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ، وَتَسْبِيحُهُمْ أَنْ يَقُولُوا‏:‏ سُبْحَانَ الْمَلِكِ ذِي الْمَلَكُوتِ، سُبْحَانَ ذِي الْعَرْشِ ذِي الْجَبَرُوتِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، سُبْحَانَ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلائِقَ، وَلا يَمُوتُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ، سُبْحَانَهُ أَبَدَ الأَبَدِ‏.‏

هَذَا إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ‏.‏

3014- أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْيَهُودِ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ نَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ لا يَعْلَمُهَا إِلا نَبِيٌّ‏:‏ أَخْبِرْنَا عَنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَنْ هُمْ‏؟‏ وَعَنْ مَنِيِّ الرَّجُلِ، وَمَنِيِّ الْمَرْأَةِ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَّا حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَإِنَّ الْهَوَامَّ تَحْمِلُهُ بِقُرُونِهَا، وَالْبَحْرَةُ الَّتِي فِي الشَّمْسِ مِنْ عَرَقِهِمْ، وَمَنِيُّ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَنِيُّ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ وَذَكَرَ الثَّالِثَةَ، فَقَالُوا‏:‏ نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، هَكَذَا نَجِدُهُ فِي التَّوْرَاةِ‏.‏

3015- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَوِ ابْنُ عُمَرَ، الشَّكُّ مِنْ عُبَيْدٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى احْتَجَبَ مِنْ خَلْقِهِ بِأَرْبَعٍ‏:‏ بِنُورٍ، ثُمَّ ظُلْمَةٍ، ثُمَّ بِنَارٍ، ثُمَّ ظُلْمَةٍ، أَوْ بِنَارٍ، ثُمَّ ظُلْمَةٍ، ثُمَّ نُورٍ، ثُمَّ ظُلْمَةٍ‏.‏

3016- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لا يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلا زَهَقَتْ نَفْسُهُ‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ‏.‏

3016- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِهِ‏.‏

3017- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَبْيَاتًا، فَقَالَ‏:‏ شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلُ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلاهُمَا لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ وَأَنَّ أَخَا الأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمُ يَقُومُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَأَنَا‏.‏

3018- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ‏:‏ وَقَعَ فِي نَفْسِ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ‏:‏ هَلْ يَنَامُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏؟‏ فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا، فَأَرَّقَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ فِي كُلِّ يَدٍ قَارُورَةٌ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِمَا، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ يَنَامُ، وَتَكَادُ يَدَاهُ تَلْتَقِيَانِ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ، فَيَحْبِسُ إِحْدَاهُمَا عَنِ الأُخْرَى، حَتَّى نَامَ نَوْمَةً، فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ، فَانْكَسَرَتِ الْقَارُورَتَانِ، قَالَ‏:‏ فَضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مَثَلا‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ كَانَ يَنَامُ، لَمْ تَسْتَمْسِكِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ‏.‏

38- باب الترغيب في عصيان الوسواس في أمور الطاعة

3019- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ إِبْلِيسَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلامِ، فَقَالَ‏:‏ أَتُسْلِمُ وَتَتْرُكُ دِينَكَ، وَأَهْلَكَ، وَوَلَدَكَ، وَمَوْلِدَكَ‏؟‏ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَتُهَاجِرُ، وَإِنَّمَا الْهِجْرَةُ كَالْفَرَسِ فِي طُولِهِ، لا يَرِيمُ‏؟‏ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَتُجَاهِدُ، إِنَّمَا الْجِهَادُ كَاسْمِهِ، يَجْهَدُ الْمَالَ، وَالنَّفْسَ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلَ، فَتُنْكَحَ الْمَرْأَةُ، وَيُقْسَمَ الْمَالُ‏؟‏ فَعَصَاهُ، فَجَاهَدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ، فَهُوَ مَضْمُونٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ مَاتَ، أَوْ قُتِلَ، أَوْ غَرِقَ، أَوِ احْتَرَقَ، أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ‏.‏

قال أحمد في الزهد‏:‏ حدَّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي حسين، قال‏:‏ بلغني أن لقمان الحكيم كان يقول‏:‏ يا بني لا تتعلم العلم لتباهي به العلماء، وتماري به السفهاء، وترائي به في المجالس، ولا تترك العلم زهدًا فيه ورغبة في الجهل، يا بنيّ إذا رأيت قومًا يذكرون الله تعالى فاجلس معهم، فإن تك عالمًا ينفعك علمك، وإن تك جاهلاً يعلموك، ولعل الله تعالى أن يطلع عليهم برحمته فتصيبك معهم‏.‏

35- كتاب العلم

3021- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا هارون بن عنترة، عن أبيه، قال‏:‏ دخلنا على ابن عباس رضي الله عنهما فقال‏:‏ ما سلك رجل طريقًا يبتغي فيه العلم إلا سهل الله تعالى له سبيلاً إلى الجنة، ومن يبطئ به عمله، لا يسرع به نسبه‏.‏

1- باب فضل العالم

3022- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ الْبَكْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ الْجَعْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، أَتَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ أَوْثَقُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، حَتَّى قَالَ لِي ثَلاثًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَإِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِي‏:‏ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قُلْتُ‏:‏ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ عِلْمًا إِذَا فَقِهُوا فِي دِينِهِمْ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قُلْتُ‏:‏ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ‏؟‏ حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا، قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَعْلَمَهُمْ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ، وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ‏.‏

3022- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّعْقُ، فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا‏.‏

3022- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ، كَذَلِكَ‏.‏

2- باب عصمة الإجماع من الضلالة

3023- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا جرير، عن الشيباني، عن ابن يسير بن عمرو قال سمعت أبي يحدّث، أن أبا مسعود رضي الله عنه‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث، وفيه‏:‏ فإن الله تعالى لم يكن ليجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة‏.‏

3023- أخبرنا يحيى بن آدم، حدَّثنا شَريك، عن قيس بن يسير بن عمرو، عن أبيه قال‏:‏ لحقت أبا مسعود رضي الله عنه‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث، وقال‏:‏ وإن الله تبارك وتعالى لم يكن ليجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة‏.‏

يأتي إن شاء الله بتمامه في الفتن‏.‏

3024- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلاثٍ‏:‏ أَنْ تَسْتَجْمِعُوا عَلَى ضَلالَةٍ كُلُّكُمْ، وَأَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ، وَأَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ بِدَعْوَةٍ فَتَهْلِكُوا، وَأَبْدَلَكُمَ بِهَذَا بِالدَّابَّةِ، وَالدَّجَّالِ، وَالدُّخَانِ‏.‏

3- باب طلب الإسناد

3025- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا سعيد بن عامر الضبعي، حدَّثنا شُعبة، عن الأعمش، قال‏:‏ قلت لإبراهيم‏:‏ إنك تحدثني فأسنده لي، قال‏:‏ ما قلت لك‏:‏ قال عبد الله فقد حدثني به غير واحد عن عبد الله، وإذا سميت فهو من سميت‏.‏

4- باب الأخذ باختلاف الصحابة

3026- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال‏:‏ قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه‏:‏ ما يسرّني باختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم، لأنا إن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا، وإن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا‏.‏

صحيح مقطوع‏.‏

3027- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا هُشيم، حدَّثنا داود بن أبي هند، عن أبي نَضْرَة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال‏:‏ إن ابن مسعود وأبيّ بن كعب رضي الله عنهما اختلفا في الرجل يصلي، فقال أبيّ رضي الله عنه‏:‏ يصلي في ثوب، وقال ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ في ثوبين، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فأرسل إليهما، فقال‏:‏ رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفا في فتيا واحدة، فبأي القولين يصدر الناس‏؟‏ ثم قال‏:‏ ألا إن القول ما قال أبيّ رضي الله عنه، ولم يأل ابن مسعود رضي الله عنه‏.‏

صحيح موقوف‏.‏

5- باب الزجر عن السؤال عما لم يقع

3028- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا أبو هشام المخزومي، حدَّثنا وُهَيْب، أخبرنا داود، عن عامر- هو الشَّعبي-، قال‏:‏ سئل عمار رضي الله عنه عن مسألة فقال‏:‏ كان هذا بعد‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ دعونا حتى يكون، فإذا كان بحثناها لكم‏.‏

هذا موقوف رجاله ثقات، وهو صحيح، إن كان الشَّعبي سمع من عمار رضي الله عنه‏.‏

3029- أنا أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لا تَعْجَلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا، فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا لَمْ يَنْفَكَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ مَنْ إِذَا قَالَ وُفِّقَ، أَوْ قَالَ سُدِّدَ، وَإِنَّكُمْ إِنِ اسْتَعْجَلْتُمْ بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ذَهَبَ بِكُمُ السبَّيِلُ هَاهُنَا، وَهَاهُنَا‏.‏

3030- أخبرنا يحيى بن آدم، حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن الصلت بن راشد، قال‏:‏ سألت طاووسًا عن شيء فقال‏:‏ أكان هذا‏؟‏ فقلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ فإن أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال‏:‏ لا تستعجلوا بالبلية قبل نزولها‏.‏ وذكر مثله ولم يرفعه‏.‏

6- باب الإيجاز في الفتوى

3031- قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ أُبَيٍّ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَمْسِ، فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ يَفُوتُنِي، فَأُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَهُ لِي عَنْ شَيْءٍ، قَالَ‏:‏ اذْهَبْ فَاسْتَفْتِهِ أَنْتَ، قَالَ‏:‏ وَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ فُسْطَاطِهِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْفَضَاءِ، فَأَتَاهُ، ثُمَّ رَجَعَ، قَالَ‏:‏ فَأَخْبَرَنَا حِينَ جَاءَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي، قَالَ لا تَقُلْ بِهَذَا إِلا حَقًّا، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، وَلا تَعْمَلْ بِهَذَا إِلا صَالِحًا، يَعْنِي يَدَهُ، تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَلا عَذَابٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ جَوَّزْتَ فِي الْفُتْيَا، قَالَ‏:‏ إِنَّكَ جِئْتَ، وَأَنَا أُرِيدُ الْكَعْبَةَ، وَقَدْ نُشِرَ بِرِدَائِي أَوْ حُلَّتِي، وَإِنْ قُلْتُ ذَلِكَ، لَقَدْ أُوتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَطَ أَمْرِهِ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ قُمْ فَجَوِّزْ، فَقَامَ فَجَوَّزَ، فَكَانَ أَجْوَزَ مَنْ قَبْلَهُ وَمَنْ بَعْدَهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يَقْبَلُ اللَّهُ التَّوْبَةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ‏.‏

7- باب النهي عن كتابة غير القرآن

3032- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ‏:‏ اكْتُبْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ‏:‏ لا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، قَالَ‏:‏ لا تَكْتُبُوا فَتَتَّكِلُوا، ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ‏:‏ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ نَكْتُبُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا يَا مُعَاذُ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ مَا سَمِعْنَاهُ مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَكْفِيَكُمْ هَذَا الْقُرْآنُ مِمَّا سِوَاهُ فَمَا كَتَبْنَا شَيْئًا بَعْدُ‏.‏

هَذَا مُنْقَطِعٌ‏.‏

3033- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بُرْدَة، كتبت عن أبي كتابًا فقال أبي‏:‏ لولا أن فيه آية من كتاب الله تعالى لأحرقته، ثم دعا بمركن أو إجانة نفسه ثم قال‏:‏ عِي عني، ما سمعت مني فإني لم أكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا، فقال‏:‏ كدت أن تهلك أباك‏.‏

3034- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ، إِذْ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ مَسْكَنُهُ بِالسُّوسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ أَنْتَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ الْعَبْدِيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَضَرَبَهُ بِعَصًا مَعَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ مَا لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ اجْلِسْ، فَجَلَسَ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ‏:‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ‏{‏الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ‏}‏، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ثَلاثًا، وَضَرَبَهُ ثَلاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ مَا لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي نَسَخْتَ كِتَابَ دَانْيَالَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُرْنِي بِأَمْرِكَ أَتَّبِعْهُ، قَالَ‏:‏ انْطَلِقْ فَامْحُهُ بِالْحَمِيمِ، وَالصُّوفِ الأَبْيَضِ، ثُمَّ لا تَقْرَأْهُ أَنْتَ، وَلا تُقْرِئْهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلإِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ قَرَأْتَهُ، أَوْ أَقْرَأْتَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَأُهْلِكَنَّكَ عُقُوبَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ‏:‏ اجْلِسْ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ‏:‏ انْطَلَقْتُ أَنَا فَانْتَسَخْتُ كِتَابًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فِي أَدِيمٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا هَذَا فِي يَدِكَ يَا عُمَرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كِتَابٌ نَسَخْتُهُ لِنَزْدَادَ بِهِ عِلْمًا إِلَى عِلْمِنَا، قَالَ‏:‏ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلاةِ جَامِعَةً، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ‏:‏ أَغْضَبَ نَبِيَّكُمُ، السِّلاحَ السِّلاحَ، فَجَاؤُوا حَتَّى أَحْدَقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ لَقَدْ أَتَيْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، فَلا تَتَهَوَّكُوا، وَلا يَغُرَّنَّكُمُ الْمُتَهَوِّكُونَ قَالَ عُمَرُ‏:‏ فَقُمْتُ، فَقُلْتُ‏:‏ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِكَ رَسُولا، ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

8- باب الإذن في الكتابة

3035- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعِيَ حَدِيثَكَ، وَلا يَعِيهِ قَلْبِي، فَأَسْتَعِينُ بِيَمِينِي‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنْ شِئْتَ‏.‏

3036- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَيِّدُ الْعِلْمَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ‏.‏

3037- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ مَا كُنَّا نَكْتُبُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنَ الأَحَادِيثِ إِلا التَّشَهُّدَ، وَالاسْتِخَارَةَ‏.‏

جُوَيْبِرٌ مَتْرُوكٌ وَالضَّحَّاكُ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

3038- حدَّثنا محمد بن شعيب وصدقة بن خالد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن يزيد الرَّقَاشي، قال‏:‏ كنا إذا أكثرنا على أنس رضي الله عنه في الحديث أتأنا بمجال له فألقاها إلينا، فقال‏:‏ هذه أحاديث سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتبتها وعرفتها‏.‏

3039- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا السَّكَن بن نافع، حدَّثنا عمران بن حُدَير، عن أبي مِجْلَز، حدثني بشير بن نهيك، قال‏:‏ كنت عند أبي هريرة رضي الله عنه، قال‏:‏ فكنت اكتب بعض ما اسمع منه، فلما أردت أن أفارقه جئت بالكتب، فقرأتها عليه، فقلت‏:‏ هذا سمعته منك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

3040- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الفضل بن موسى، ثنا محمد بن عمرو، ثنا أبو سلمة، قال‏:‏ كتبت مِنْ فِيْها- يعني فاطمة بنت قيس- كتابًا‏.‏

9- باب الترغيب في التصديق بما جاء عن الله عزّ وجل

3041- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بُزَيْعٌ أَبُو الْخَلِيلِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَضِيلَةٌ، فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا لَمْ يَنَلْهَا‏.‏

بُزَيْعٌ ضَعِيفٌ جِدًّا‏.‏

10- باب الزجر عن النظر في كتب أهل الكتاب

3042- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، جَاءَتْ بِكِتَابٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَصَصِ يُوسُفَ، فَجَعَلَتْ تَقْرَأُهُ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ أَتَاكُمْ يُوسُفَ، فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ‏.‏

11- باب السمت الحسن من الله تعالى

3043- قال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه لا أدري رفعه أم لا، قال‏:‏ من فقه المرء ممشاه ومدخله ومخرجه‏.‏

12- باب الاستذكار بالشيء

3044- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى شَيْئًا، رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا يَسْتَذْكِرُ بِهِ‏.‏

3045- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْسَى، فَلْيَقُلِ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُذَكِّرِ النَّاسِي‏.‏

13- باب تتريب الكتاب

3046- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَرِّبُوا الْكِتَابَ أَنْجَحُ لَهُ‏.‏

14- باب الزجر عن كتمان العلم

3047- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَثَلُ عِلْمٍ لا يُقَالُ بِهِ كَمَثَلِ كَنْزٍ لا يُنْفَقُ مِنْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

3048- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ، فَكَتَمَهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ، وَمَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ‏.‏

صَحِيحٌ‏.‏

15- باب الحث على الإخلاص في العلم

3049- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلا لِتُحَيِّرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَهُوَ فِي النَّارِ‏.‏

فيه انقطاع‏.‏

16- باب الحث على تبليغ العلم

3050- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ سَالِمٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الْعَبْدَ لَيُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ فَضْلِ عَمَلِهِ، كَمَا يُسْأَلُ عَنْ فَضْلِ مَالِهِ‏.‏

17- باب كراهية الدعوى في العلم

3051- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يَتَجَاوَزَ الْبِحَارَ، وَتُخَاضُ الْبِحَارُ بِالْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ أَقْوَامٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، يَقُولُونَ‏:‏ قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ، مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا‏؟‏ وَمَنْ أَفْقَهُ مِنَّا‏؟‏ وَمَنْ أَعْلَمُ مِنَّا‏؟‏ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لا، قَالَ‏:‏ أُولَئِكَ مِنْكُمْ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ‏.‏

3051- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

18- باب كراهية الكذب والخلف

3052- قال الحارث‏:‏ حدَّثنا يزيد- هو ابن هارون-، أخبرنا أبو هلال، عن حُميد، عن يونس بن جبير، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال‏:‏ قال لي أبو موسى رضي الله عنه‏:‏ جهزني فإني خارج يوم كذا وكذا، قال‏:‏ فجاءه ذلك اليوم، وقد بقي بعض جهازه، فقال‏:‏ أفرغت‏؟‏ قلت‏:‏ بقي شيء يسير، قال‏:‏ فإني خارج، قلت‏:‏ أصلح الله الأمير، لو أقمت حتى يفرغ من بقية جهازك، فقال‏:‏ لا، إني أكره أن أكذب أهلي فيكذبوني، وأن أُخلفهم فيخلفوني، وأن أخونهم فيخونوني‏.‏

19- باب الترهيب من الكذب والتلقين

3053- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالا‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنِ اسْتَنْبَطَ حَدِيثًا بَاطِلا، فَهُوَ كَمَنْ حَدَّثَ بِهِ، قِيلَ‏:‏ وَكَيْفَ يَسْتَنْبِطُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُوَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ، فَيَقُولُ‏:‏ كَانَ ذَيْتَ وَذَيْتَ، فَيَفْتَتِحُهُ، فَلا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ وَالْبَاطِلِ‏.‏

حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَنْ قَالَ عَلَيَّ شَيْئًا لَمْ أَقُلْ تَقَدَّمَ فِي الذَّبَائِحِ‏.‏

3054- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا وهب بن بَقيَّة، حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، قال‏:‏ لقّنت سلمة بن علقمة حديثًا فحدثني به، ثم رجع، ثم قال‏:‏ إذا أردت أن تكذب صاحبك فلقّنه‏.‏

20- باب أدب المحدث

3055- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يزيد بن زُريع، حدَّثنا حسين المعلم قال‏:‏ كان محمد بن سيرين يحدث فيضحك، فإذا جاء الحديث خشع‏.‏

21- باب أدب الطالب

حديث أبي ذر رضي الله عنه من أول أحاديث الأنبياء عيهم الصلاة والسلام‏.‏

3056- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا المقدمي، حدَّثنا جعفر، عن ثابت قال‏:‏ كنت إذا جئت أنسًا رضي الله عنه دعا بطيب فيمسح يديه وعارضيه‏.‏

22- باب الورع في الفتوى

3057- قال الحارث‏:‏ حدَّثنا السَّكَن بن نافع، عن عمران بن حُدَير، عن أبي مِجْلَز، قال‏:‏ كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول‏:‏ يا أيها الناس إليكم عني إني كنت مع من هو أعلم مني ولو كنت أعلم أني أبقى حتى يفتقر إلي لتعلمت لكم، إليكم عني‏.‏

3058- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْخَبَرُ الصَّالِحُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، وَالْخَبَرُ السُّوءُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ السُّوءُ‏.‏

3058- وَبِهِ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يَخْطَلُ الرَّجُلُ‏.‏

23- باب العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال

3059- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بُزَيْعٌ أَبُو الْخَلِيلِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَضِيلَةٌ، فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا لَمْ يَنَلْهَا‏.‏

24- باب التثبت في الحديث

3060- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا شيبان، حدَّثنا أبو هلال، عن حُميد، عن عمران بن الحُصَين رضي الله عنه، قال‏:‏ سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث، سمعتها وحفظتها، فما يمنعني أن أحدث بها إلا أني أرى أصحابي يخالفوني فيها‏.‏

25- باب المذاكرة

3061- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا إسماعيل، أخبرنا الجُرَيْري وأبو سلمة، عن أبي نَضْرَة، قال‏:‏ كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يقول‏:‏ تحدثوا فالحديث يُذكر الحديث‏.‏

صحيح موقوف‏.‏

3061- حدَّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن أبي نَضْرَة، قال‏:‏ كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، فيقول‏:‏ تحدثوا فإن الحديث يهيّج الحديث‏.‏

3061- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا روح، عن كَهْمَس بن الحسن، عن أبي نَضْرَة، قال‏:‏ قلت لأبي سعيد رضي الله عنه‏:‏ أكتبنا، قال‏:‏ لن أكتبكم، خذوا عنا كما كنا نأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو سعيد رضي الله عنه يقول‏:‏ تحدّثوا فإن الحديث يذكّر بعضه بعضًا‏.‏

3062- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، قال‏:‏ أطيلوا ذكر الحديث حتى لا يدرس‏.‏

26- باب ذم الفتوى بالرأي

3063- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَعْمَلُ هَذِهِ الأُمَّةُ بُرْهَةً بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ تَعْمَلُ بُرْهَةً بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَعْمَلُ بِالرَّأْيِ، فَإِذَا عَمِلُوا بِالرَّأْيِ، فَقَدْ ضَلُّوا وَأَضَلُّوا‏.‏

وفي باب العمرة من كتاب الحج حديث لابن عباس في ذلك‏.‏

27- باب الرواية بالمعنى

3064- قَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ‏:‏ بَيْنَمَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ، وَابْنُ عُمَرَ عنده إذ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَاةٍ بَيْنَ رَبَضَيْنِ، إِذَا أَتَتْ هَؤُلاءِ نَطَحَتْهَا، وَإِذَا أَتَتْ هَؤُلاءِ نَطَحَتْهَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا قَالَ‏:‏ بَيْنَ غَنَمَيْنِ، فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ‏:‏ بَيْنَ رَبَضَيْنِ وَغَنَمَيْنِ وَاحِدٌ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ لَمْ أَقُلْهُ‏.‏

3065- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أحمد بن إسحاق الباهلي، حدَّثنا ابن داود، حدَّثنا عاصم بن رجاء بن حَيْوَه، عن يزيد بن أبي مالك وربيعة بن يزيد ومكحول، قالوا‏:‏ إن أبا الدرداء رضي الله عنه كان إذا حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا، قال‏:‏ هكذا أو شكله‏.‏

3065- حدَّثنا أبو عبد الله المقدمي، حدَّثنا عبد الله بن داود به‏.‏

3065- حدَّثنا محمد بن قدامة، حدَّثنا معن بن عيسى، حدَّثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد به‏.‏

3066- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ أَوِ ادَّعَى إِلَيَّ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا، قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ لَهَا عَيْنَانِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا‏}‏ فَكَفَفْنَا عَنِ الْحَدِيثِ حَتَّى أُنْكِرَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِنَا، فَقَالَ لَنَا‏:‏ مَا لِيَ لا أَسْمَعُكُمْ تَتَحَدَّثُونَ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ نَتَحَدَّثُ وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ‏؟‏ وَنَحْنُ لا نُقِيمُ الْحَدِيثَ نُقَدِّمُ وَنُؤَخِّرُ، وَنَزِيدُ وَنَنْقُصُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيْسَ ذَلِكَ عَنَيْتُ إِنَّمَا عَنَيْتُ مَنْ أَرَادَ عَيْبِي وَشَيْنَ الإِسْلامِ‏.‏

28- باب سعة العلم

3067- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شُعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي البَخْتَري، عن رجل من بني عبس، قال‏:‏ كنت مع سلمان رضي الله عنه، فمررنا بدجلة، فقال‏:‏ يا أخا بني عبس أنزل فاشرب، فنزلت فشربت، ثم قال‏:‏ انزل فاشرب، فنزلت فشربت، فقال‏:‏ يا أخا بني عبس، ما نقص شرابك من دجلة‏؟‏ قلت‏:‏ ما عسى أن ينقص شرابي من دجلة، قال‏:‏ كذلك العلم لا يفنى، فعليك منه بما ينفعك‏.‏

3068- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَحْسَبُهُ قد رفعه قال‏:‏ مَنْهُومَانِ لا يَقْضِي أَحَدُهُمَا نَهْمَتَهُ‏:‏ مَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لا يَقْضِي نَهْمَتَهُ، وَمَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْمَالِ، لا يَقْضِي نَهْمَتَهُ قُلْتُ‏:‏ لَيْثٌ ضَعِيفٌ وَلَهُ شَاهِدٌ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ، وَعَنْ أَنَسٍ عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ وَرَفَعَاهُ، وَعَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلٌ، وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ إِلَى الْحَسَنِ‏.‏

29- باب الحث على نشر العلم

3069- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن الأوزاعي، حدثني أبو كثير أنه سمع أباه أتيت أبا ذر رضي الله عنه وهو عند الجمرة الوسطى، وقد اجتمع الناس يستفتونه، فجاءه رجل فوقف عليه، فقال‏:‏ ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا، قال‏:‏ فرفع رأسه إليه، فقال‏:‏ أرقيب أنت عليّ‏؟‏ ‏!‏ لو وضعتم الصمصامة على هذه- وأشار إلى قفاه- ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا عليّ لأنقذتها‏.‏

هذا حديث صحيح، علق البخاري طرفًا منه في كتاب العلم‏.‏

3070- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالا‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ‏:‏ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَتَوَاضَعَ فِي الْعِلْمِ، وَعَلَّمَهُ عِبَادَ اللَّهِ تَعَالَى يُرِيدُ بِذَلِكَ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلُ ثَوَابًا وَلا أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةٌ وَلا دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ نَفِيسَةٌ إِلا وَلَهُ فِيهَا أَوْفَرُ نَصِيبٍ، وَأَوْفَرُ الْمَنَازِلِ، أَلا وَإِنَّ الْعِلْمَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ وَمِلاكُ الدِّينِ وَالْوَرَعِ، وَإِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ‏.‏

3071- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا خالد، ثنا أبو سنان ضرار بن مُرّة، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن شيخ من النخع قال‏:‏ دخلت مسجد إيلياء فصليت إلى سارية ركعتين، فجاء رجل فصلى قريبًا، فمال إليه الناس، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فجاءه رسول يزيد بن معاوية أن أجب، فقال‏:‏ إن هذا يريد أن ينهاني أن أحدث، كما كان أبوه ينهاني، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر حديثًا‏.‏

30- باب معاني الحروف

3072- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عُثْمَانُ فَذَكَرَ حَدِيثًا مَرْفُوعًا، فِيهِ قَالَ‏:‏ وَأَمَّا أَبُو جَادٍ، فَالْبَاءُ‏:‏ بَهَاءُ اللَّهِ، وَالْجِيمُ‏:‏ جَمَالُ اللَّهِ، وَالدَّالُ‏:‏ دِينُ اللَّهِ ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ، وَمَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَصَالِحِ خَلْقِهِ، وَأَمَّا هَوَّازَ، فَالْهَاءُ‏:‏ هَوَانُ أَهْلِ النَّارِ، وَالزَّايُ‏:‏ زَفِيرُ جَهَنَّمَ عَلَى أَهْلِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْمَعَاصِي، وَأَمَّا حَطِّي، فَحَطَّتْ عَنِ الْمُذْنِبِينَ خَطَايَاهُمْ بِالاسْتِغْفَارِ، وَأَمَّا كَلَمُنْ فَالْكَافُ‏:‏ كَمَالُ أَهْلِ الْجَنَّةِ‏:‏ ‏{‏وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ‏}‏ وَأَمَّا النُّونُ‏:‏ فَالسَّمَكَةُ الَّتِي يَأْكُلُونَ مِنْ كَبِدِهَا قَبْلَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ، وَأَمَّا سَعْفَصْ فَصَاعٌ بِصَاعٍ وَفَصٌّ بِفَصٍّ، وَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ، وَأَمَّا قَرَشَتْ فَعُرِضُوا عَلَى الْحِسَابِ‏.‏

31- باب تصديق القرآن للسنة

3073- قال ابن أبي عمر،‏:‏ ثنا بِشْر بن السَّرِي، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأرقم بن شُرَحْبيل، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ إذا ما حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا فلم تجدوا تصديقه في كتاب الله تعالى، ولم تجدوه في أخلاق الناس حسنًا فأنا كاذب‏.‏

32- باب الحث على الأخذ بالسنة

3074- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، أَحْسَبُهُ قَالَ‏:‏ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ وَقَعُوا إِلَى الشَّامِ، قَالَ‏:‏ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً مَرِضَتْ مِنْهَا الْجُلُودُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا‏:‏ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ وَدَاعٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْ تَتَّقُوا اللَّهَ، وَأَنْ تَتَّبِعُوا سُنَّتِي، وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةِ الْمَهْدِيَّةِ مِنْ بَعْدِي، وَعُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ‏.‏

3074- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلا مِنَ الصَّحَابَةِ حَدَّثَهُ، قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

3075- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ كَانَ يَرَى ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَحْلُولَ زِرِّ قَمِيصِهِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ‏.‏

3076- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، أَوْ قَالَ‏:‏ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلُوا بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعَمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا‏.‏

3076- وَقَالَ عَبْدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، بِهِ‏.‏

33- باب الرحلة في طلب العلم

3077- قال الحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، ثنا ابن جُريج، قال‏:‏ سمعت أبا سعد الأعمى يحدث عن عطاء بن أبي رباح، يقول‏:‏ خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر وهو بمصر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر القصة‏.‏

3078- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ فَارِعٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أَبَا صَيَّادٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مَسْلَمَةَ يَوْمًا نِصْفَ النَّهَارِ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَى مَسْلَمَةَ، فَقَالَ‏:‏ يَا مَسْلَمَةُ، فَأَمَرَ مَسْلَمَةُ جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَ‏:‏ انْظُرِي مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ شَيْخٌ قَدِمَ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ ادْعُ لِي مَسْلَمَةَ، فَقُلْتُ‏:‏ أَدْعُو لَكَ الأَمِيرَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ ارْجِعِي إِلَيْهِ فَسَلِيهِ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَنَا فُلانٌ، فَقَامَ مَسْلَمَةُ سَرِيعًا، وَكَانَ الرَّجُلُ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، وَكَانَ أَقْرَبَ الْقَوْمِ يَوْمَئِذٍ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ لأَتَثَبَّتَ، فَقُمْ مَعِي يَا مَسْلَمَةُ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ بَلْ أُرْسِلُ إِلَيْهِ، فَيَأْتِينِي، فَقَالَ‏:‏ قَدْ أَعْجَبَكَ سُلْطَانُكَ، فَمُرْ أَبَا صَيَّادٍ فَلْيَنْطَلِقْ مَعِي إِلَى عُقْبَةَ، فَلَمَّا رَآهُ عُقْبَةُ رَحَّبَ بِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

3079- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر- هو ابن برقان-، ثنا يحيى أبو هشام الدمشقي، قال‏:‏ جاء رجل من أهل المدينة إلى مصر فقال لحاجب أميرها‏:‏ قل للأمير يخرج إليّ، فقال الحاجب‏:‏ ما قال لنا أحد هذا منذ نزلنا هذا المنزل غيرك، إنما كان يقال استأذن لنا على الأمير فقال‏:‏ إتيه، فقل له هذا فلان بالباب، فخرج إليه الأمير، فقال إنما أتيتك أسألك عن حديث في سترة عورة مسلم‏.‏

3080- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا الحسن بن عمر بن شقيق، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، ثنا جندب، قال‏:‏ أتيت المدينة ابتغاء العلم، وإذا الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حِلق حلق يتحدثون، قال‏:‏ فجعلت أمضي إلى الحلق حتى أتيت حَلْقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول‏:‏ هلك أصحاب العُقد ورب الكعبة، لا آسى عليهم، قالها ثلاث مرات، قال‏:‏ فجلست إليه فتحدث بما قضي له ثم قام، فلما قام سألت عنه‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ أبيّ بن كعب رضي الله عنه سيّد المسلمين، فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رثُ الهيئة، ورث الكسوة يشبه بعضه بعضًا، فسلمت عليه، فردّ عليّ السلام، ثم سألني ممن أنت‏؟‏ قلت‏:‏ من أهل العراق، قال رضي الله عنه‏:‏ أكثر شيء سؤالاً، فلما قال ذلك غضبت فجثوت على ركبتي واستقبلت القبلة، ورفعت يدي، فقلت‏:‏ اللهم إنا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا، وننصب أبداننا، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم تجهمونا، وقالوا لنا، فبكى أبيّ رضي الله عنه، وجعل يترضاني، وقال‏:‏ ويحك لم أذهب هناك، ثم قال‏:‏ اللهم إني أعاهدك لإن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخاف فيك لومة لائم، ثم أراه قام، فلما قال ذلك انصرفت عنه، وجعلت أنتظر الجمعة لأسمع كلامه، قال‏:‏ فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فإذا السكك غاصة من الناس، لا آخذ في سكة إلا يلقاني الناس، قلت‏:‏ ما شأن الناس، قالوا‏:‏ نحسبك غريبًا‏؟‏ قلت‏:‏ أجل، قالوا‏:‏ مات سيد المسلمين أبيّ بن كعب، قال‏:‏ فلقيت أبا موسى رضي الله عنه بالعراق فحدثته بالحديث، فقال والهفاه ألا كان حتى يبلغنا مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

34- باب الترغيب في طلب العلم والحث عليه

3081- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كَثير، قال سمعت أبي يقول‏:‏ العلم خير من الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ‏.‏

موقوف صحيح‏.‏

3082- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ طَالِبُ الْعِلْمِ أَوْ صَاحِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ‏.‏

3083- حَدَّثَنَا هُذَيْلٌ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ‏.‏

3084- حَدَّثَنَا الهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ، أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى كِفْلَيْنِ مِنَ الأَجْرِ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كِفْلا مِنَ الأَجْرِ، فَفَسَّرَهُ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَجْرَ مَا عَلِمَ وَأَجْرَ مَا عَمِلَ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ مَا عَلِمَ وَسَقَطَ عَنْهُ أَجْرُ مَا لَمْ يَعْلَمْ‏.‏

3085- حدَّثنا خلف بن هشام، ثنا حَمَّاد بن زيد، عن جعفر بن ميمون، حدَّثنا الرَّقَاشي قال‏:‏ كان أنس رضي الله عنه، يقول‏:‏ إنما كانوا إذا صلوا الغداة قعدوا حِلقًا حلقًا يقرأون القرآن، ويتعلمون الفرائض والسنن‏.‏

3086- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَا عُبِدَ اللَّهُ تَعَالَى بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ‏.‏

3087- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ، وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ‏.‏

3088- وبه، قال‏:‏ لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه‏.‏

3089- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَلِّمُوا وَلا تُعَنِّفُوا فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ الْمُعَنِّفِ‏.‏

3090- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَقَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَقَوْمٌ يَتَذَاكَرُونَ الْفِقْهَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كِلا الْمَجْلِسَيْنِ عَلَى خَيْرٍ، أَمَّا الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى، وَيَسْأَلُونَ رَبَّهُمْ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلاءِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ وَيَتَعَلَّمُونَ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا وَهُوَ أَفْضَلُ فَقَعَدَ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ‏.‏

3090- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِهِ‏.‏

3091- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ، حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَجْمَعُ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ وَكُلُّ صَاحِبِ عِلْمٍ غَرْثَانُ‏.‏

3092- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي‏.‏

3093- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُبَشِّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ فُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ‏.‏

3094- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا قَالَهَا ثَلاثًا، فَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ‏.‏

3095- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَفُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ‏.‏

3096- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ الْعَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الأَجْوَدِ‏؟‏ الأَجْوَدُ اللَّهُ تَعَالَى، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ، وَرَجُلٌ جَادَ بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُقْتَلَ‏.‏

3097- حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ فِيهِ‏:‏ مَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لا تُجْبَرُ، وَثُلْمَةٌ لا تُسَدُّ، وَهُوَ نَجْمٌ طُمِسَ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ‏.‏

35- باب تبيين الحديث مجملات القرآن

3098- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن علي بن زيد، عن الحسن، قال‏:‏ بينما عمران بن حصين رضي الله عنه عنهما جالس وعنده أصحاب له يحدثهم، فقال رجل‏:‏ لا تحدثنا إلا بالقرآن، أو لا نريد إلا القرآن، فقال‏:‏ أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد صلاة الظهر أربعًا، وصلاة العصر أربعًا، وصلاة المغرب ثلاثًا، يقرأ في الركعتين الأوليين‏؟‏ أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد في كل مائتين خمسة‏؟‏ وفي الإبل كذا وكذا، وفي البقر كذا وكذا‏؟‏ أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعًا‏؟‏ وبين الصفا والمروة كذا وكذا‏.‏

3099- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَسَى أَنْ يُكَذِّبَنِي رَجُلٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي، فَيَقُولُ‏:‏ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعْ هَذَا وَهَاتِ مَا فِي الْقُرْآنِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ‏:‏ فَحَدَّثْتُ بِهِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، فَقَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ جَابِرٍ، قُلْتُ‏:‏ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ، فَأَتَيْنَا الْحَسَنَ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

36- باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالاً وتفصيلاً

3100- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، ثنا أبو إسحاق، عن مرة قال‏:‏ قال عبد الله‏:‏ من أراد العلم فليُثَوّر القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين‏.‏

37- باب الترهيب من الكذب

3101- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بَشِيرٍ، حَدَّثَنِي الْفَزِعُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْمُنَقَّعُ، قَالَ‏:‏ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا، قَالَ‏:‏ فَأَمَرَ بِهَا صلى الله عليه وسلم فَقُسِمَتْ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِيهَا مَا بَيْنَ هَدِيَّةٍ لَكَ وَصَدَقَةٍ، قَالَ‏:‏ فَعَزَلْتُ الْهَدِيَّةَ عَنِ الصَّدَقَةِ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، وَخَاضَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ فَمُصَدِّقُهُمْ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ إِنَّ لَنَا لَغِنًى وَمَا عِنْدَ أَهْلِي مِنْ مَالٍ أَفَلا أَصْدُقُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدِمَ عَلَيَّ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ عَلَى نَاقَةٍ وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ هَوَى إِلَيَّ، قَالَ‏:‏ فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ خَاضُوا أَنَّكَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ فَمُصَدِّقُهُمْ، قَالَ‏:‏ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي لا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ قَالَ الْمُنَقَّعُ‏:‏ فَمَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ أَوْ خَبَّرَتْ بِهِ سُنَّةٌ، يُكْذَبُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏